وفي الحديث: لمّا نزلت هذه الآية؛ فقرأها صلى الله عليه وسلم، قيل له عقب كلّ كلمة: قد فعلت. رواه مسلم، أي: قال الله له عقب كل كلمة من كلمات الدّعوات، وهي سبع، أوّلها: لا تؤاخذنا، وآخرها: فانصرنا على القوم الكافرين، فيكون قوله:
«قد فعلت» وقع سبع مرّات، والمراد: قد أجبت دعاءك ومطلوبك.
* وقال تعالى في سورة آل عمران (رَبَّنا لا تُزِغْ) : لا تمل (قُلُوبَنا) عن الحقّ (بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) ؛ أي: أرشدتنا إليه، أي: بعد وقت هدايتك إيّانا (وَهَبْ لَنا) ؛ أي: أعطنا (مِنْ لَدُنْكَ) : من عندك (رَحْمَةً) ؛ تثبيتا على الحقّ، (إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) الّذي تعطي النّوال قبل السّؤال.
وفيه دليل على أنّ الهدى والضّلال من الله تعالى، وأنّه متفضّل بما ينعم به على عباده؛ أي: لا يجب عليه شيء. أي: لأنّه وهّاب.
* وقال تعالى في سورة آل عمران أيضا (رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا) : صدّقنا بك وبرسولك؛ إجابة لدعوتك، (فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) ؛ إنجازا لوعدك، (وَقِنا عَذابَ النَّارِ) بفضلك.
وفي ترتيب هذا السّؤال على مجرّد الإيمان دليل على أنّه كاف في استحقاق المغفرة، وفيه ردّ على أهل الاعتزال، لأنّهم يقولون: إنّ استحقاق المغفرة لا يكون بمجرّد الإيمان.
* وقال تعالى في سورة آل عمران أيضا (رَبَّنا آمَنَّا) : صدّقنا (بِما أَنْزَلْتَ