للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران: ٥٣] .

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ [آل عمران: ١٤٧] .

رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا ...

وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ) ؛ أي: امتثلنا ما أتى به منك إلينا (فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) ، لك بالوحدانيّة، ولرسولك بالصّدق؛ أي: أثبت أسماءنا مع أسمائهم، واجعلنا في عدادهم ومعهم فيما تكرمهم به.

* وقال تعالى في سورة آل عمران أيضا (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) صغائرنا (وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا) ؛ أي: تجاوزنا الحدّ في ارتكاب الكبائر.

(وَثَبِّتْ أَقْدامَنا) عند جهاد أعدائك بتقوية قلوبنا، وإمدادنا بالمدد الرّوحاني من عندك، (وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) بالغلبة؛ وقدّم الدّعاء بالمغفرة على طلب تثبيت الأقدام، وعلى طلب النّصر على الأعداء!! تقريبا له إلى حيّز القبول، فإنّ الدّعاء المقرون بالخضوع الصّادر عن زكاء وطهارة أقرب إلى الاستجابة.

* وقال تعالى في أواخر سورة آل عمران (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا) الإشارة إلى السّماوات والأرض، لما أنّهما باعتبار تعلّق الخلق بهما في معنى المخلوق.

والعدول عن الضّمير إلى اسم الإشارة!! للإشارة إلى أنّها مخلوقات عجيبة يجب أن يعتنى بكمال تمييزها؛ استعظاما لها.

(باطِلًا) : عبثا، كأنّه قيل: ما خلقت هذا المخلوق العجيب عبثا وضائعا؛ من غير حكمة، بل خلقته لحكم عظيمة، من جملتها أن يكون مبدأ لوجود الإنسان، وسببا لمعاشه، ودليلا يدلّه على معرفتك، ويحثّه على طاعتك، لينال الحياة الأبديّة، والسّعادة السّرمديّة في جوارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>