للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن شرّ قلبي، ومن شرّ منيّي» . (د، ك؛ عن شكل [رضي الله تعالى عنه] ) .

٩- «اللهمّ؛ إنّي أعوذ بك من يوم السّوء، ...

بحفظها، كما قال وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٨) [المؤمنون] . فالسّمع أمانة، والبصر أمانة، واللّسان أمانة، وهو مسئول عنها، قال تعالى إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (٣٦) [الإسراء] فمن لم يحفظها، ويتعدّى فيها الحدود؛ عصى الله تعالى، وخان الأمانة، وظلم نفسه، فكلّ جارحة ذات شهوة لا يستطيع دفع شرّها؛ إلّا بالالتجاء إلى الله تعالى، لكثرة شرّها وآفاتها، وللّسان آفات كثيرة، غالبها الكذب، والغيبة، والمماراة، والمدح، والمزاح.

(ومن شرّ قلبي) ؛ يعني: نفسي؛ والنّفس مجمع الشّهوات والمفاسد بحبّ الدّنيا والرّهبة من الخلق، وخوف فوت الرّزق، والأمراض القلبيّة؛ من نحو حسد وحقد، وطلب رفعة، وغير ذلك، ولا يستطيع الآدميّ دفع شرّها إلّا بالإعانة والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى.

(ومن شرّ منيّي» ) ؛ أي: شهوتي المحرّكة لمنيّي، أي: من شرّ شدّة الغلمة، وسطوة الشّبق إلى الجماع الّذي إذا أفرط ربّما أوقع في الزّنا أو مقدّماته؛ لا محالة، فهو حقيق بالاستعاذة من شرّه.

وخصّ هذه الأشياء بالاستعاذة؛ لأنّها أصل كلّ شرّ، قاعدته ومنبعه. كما تقرّر؛ قاله المناوي.

(د، ك) ؛ أي: أخرجه أبو داود، والحاكم، وكذا أخرجه التّرمذي: كلّهم؛

(عن شكل) - بشين معجمة، وكاف، مفتوحتين- ابن حميد العبسي، له صحبة، ولم يرو عنه إلّا ابنه؛ قال البغوي: ولا أعلم له غير هذا الحديث!. قال شكل: قلت يا رسول الله؛ علّمني تعوّذا أتعوّذ به، فأخذ بكفّي ... فذكره، قال التّرمذي: حسن غريب.

٩- ( «اللهمّ؛ إنّي أعوذ بك من يوم السّوء) ؛ أي: اليوم الّذي يقع فيه منّي

<<  <  ج: ص:  >  >>