للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ليلة السّوء، ومن ساعة السّوء، ومن صاحب السّوء، ومن جار السّوء في دار المقامة» . (طب؛ عن عقبة بن عامر [رضي الله تعالى عنه] ) .

١٠- «اللهمّ؛ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، ...

سوء وفحش، أو الذي يحصل لي فيه ضرر في بدني أو مالي، أو الّذي يحصل فيه غفلة بعد المعرفة، ولا مانع من إرادة الكلّ.

(ومن ليلة السّوء، ومن ساعة السّوء) كذلك، (ومن صاحب السّوء) ؛ أي: أصحاب السّوء؛ لأنّه مفرد مضاف بأن لا يرى منهم إلّا الأذى، وصاحب:

فاعل، وجمعه: صحابة- بفتح الصاد- ولم ينقل جمع فاعل على «فعالة» إلّا هذا، أي: فهو من الجموع الشّاذّة، أو هو اسم جمع.

(ومن جار السّوء) الّذي إذا رأى خيرا كتمه وإذا رأى شرّا أذاعه؛ (في دار المقامة» ) ، فإنّ الضّرر فيها يدوم بخلاف السّفر. زاد في رواية: «فإنّ جار البادية يتحوّل» . والمقامة- بالضّمّ-: الإقامة، كما في «الصّحاح» ؛ قال: وقد تكون بمعنى القيام، لأنّك إذا جعلته من: قام يقوم؛ فمفتوح، أو من: أقام يقيم؛ فمضموم.

وقوله تعالى لا مُقامَ لَكُمْ «١» ؛ أي: لا موضع لكم، وقرئ لا مُقامَ لَكُمْ- بالضمّ-، أي: لا إقامة لكم. انتهى؛ ذكره المناوي.

(طب) أي: أخرجه الطّبراني في «الكبير» ؛ (عن عقبة بن عامر) ؛ قال الحافظ نور الدّين الهيثمي: رجاله ثقات، وأعاده في موضع آخر؛ وقال: رجاله رجال الصّحيح؛ غير بشر بن ثابت، وهو ثقة.

١٠- (اللهمّ، إنّي أعوذ برضاك من سخطك) ؛ أي: بما يرضيك عمّا يسخطك، فقد خرج العبد هنا عن حظّ نفسه بإقامة حرمة محبوبه، فهذا لله، ثمّ الّذي لنفسه من هذا الباب قوله:


(١) قرأ حفص بضم الميم الأولى، وباقي القراء بفتحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>