يا ذا الجلال والإكرام» . (ن، حب؛ عن أبي أمامة [رضي الله تعالى عنه] ) .
١٤- «اللهمّ؛ أنت ربّي لا إله إلّا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ...
صرف طاعة مقرونة بالإخلاص (يا ذا الجلال والإكرام» ) معنى الجلال- كما دلّ عليه كلام القشيري-: استحقاق أوصاف العلوّ، وهي الأوصاف الثّبوتية والسلبية، وعليه: فالإكرام المقابل له إكرام العباد بالإنعام عليهم، وعلى هذا جرى الغزالي في «المقصد الأسنى» ، وفسّر بغير ذلك.
(ن، حب) ؛ أي: أخرجه النسائي، وابن حبّان؛ (عن أبي أمامة) الباهليّ: صديّ بن عجلان، وأخرجه أبو داود؛ عن زيد بن أرقم، وفي إسناده داود الطفاوي!! قال يحيى بن معين: ليس بشيء.
١٤- ( «اللهمّ؛ أنت ربّي) ؛ أي: وربّ كلّ شيء، فقد ربّيت الوجود وأهله بالإيجاد ثم بالإمداد، فوجب عليّ وعلى سائر العباد العود إلى ساحتك العليّة بلسان الاعتذار، والقيام في حال الذلّ والانكسار.
(لا إله إلّا أنت) ؛ أي: فلا يطلب من غيرك شيء؛ لأنه مقهور لا ينفع نفسه؛ ولا يدفع الضّرّ عنها، وما أحسن قول العارف الكبير أبي الحسن الشاذلي قدس سره: أيست من نفع نفسي لنفسي؛ فكيف لا آيس من نفع غيري لنفسي!! ورجوت الله لغيري، فكيف لا أرجوه لنفسي!!.
(خلقتني) شرح لبيان التربية المدلول عليها بقوله: «أنت ربي»(وأنا عبدك) ؛ أي؛ مخلوقك ومملوكك- جملة حالية-، وكذا جملة (وأنا على عهدك ووعدك) ؛ قيل: عهدك، أي: ما عاهدتني بالإيمان المأخوذ يوم «ألست بربّكم» ، أي: أنا مقيم على ما عاهدتني في الأزل من الإقرار بربوبيّتك. وقيل:
عهدك، أي: على ما عاهدتني، أي: أمرتني به في كتابك وبلسان نبيك من القيام بالتكاليف.