للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا جرى به الضّحك.. وضع يده على فيه. كان صلّى الله عليه وسلّم من أضحك النّاس، وأطيبهم نفسا.

وورد في أحاديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ضحك حتّى بدت نواجذه- أي: أضراسه- وإن كان ...

لأنّ الطير لا يكاد يقع إلّا على شيء ساكن من الحركة. و «أل» في «الطير» للجنس، فالمراد جنس الطير مطلقا، وقيل: للعهد، والمعهود الباز.

وهذا الحديث؛ قال في «شرح الإحياء» : رواه الترمذي في «شمائله» من حديث هند بن أبي هالة في أثناء حديثه الطويل. انتهى. وفيه تغيير في اللفظ.

(و) أخرج البغوي في «معجمه» ؛ عن والد مرّة الثقفي رضي الله تعالى عنه قال:

(كان) رسول الله (صلّى الله عليه وسلم إذا جرى به الضّحك) ؛ أي: إذا وجد سببه وقوي عليه وغلبه؛ ولم يقدر على ردّه (وضع يده على فيه) حتّى لا يبدو شيء من باطن فمه، ولئلا يقهقه، وهذا كان نادرا.

وأما في أغلب أحواله!! فكان لا يضحك إلّا تبسّما.

(و) أخرج الطبرانيّ في «الكبير» و «الأوسط» ؛ عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: (كان) رسول الله (صلّى الله عليه وسلم من أضحك النّاس، و) من (أطيبهم نفسا) ، بل كان أجود الناس على الإطلاق وأحسنهم خلقا، ومع ذلك لا يركن إلى الدنيا، ولا يشغله شاغل عن ربّه، بل كان استغراقه في حبّ الله إلى حدّ بحيث يخاف في بعض الأحيان أن يسري إلى قلبه فيحرقه، وإلى قالبه فيهدمه؛ فلذلك كان يضرب يده على فخذ عائشة رضي الله تعالى عنها أحيانا؛ ويقول: «كلّميني» ، ليشتغل بكلامها عن عظيم ما هو فيه، لقصور طاقة قالبه عنه، وكان طبعه الأنس بالله، وكان أنسه بالخلق عارضا رفقا ببدنه؛ ذكر ذلك كلّه الغزالي. انتهى «مناوي» .

(وورد في أحاديث) صحيحة (أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم ضحك حتّى بدت) ؛ أي:

ظهرت (نواجذه) - بكسر الجيم وبالذال المعجمة- (أي: أضراسه، وإن كان

<<  <  ج: ص:  >  >>