قال الدارقطني: كان النّسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسّقيم، وأعلمهم بالرّجال ولم يكن مثله، ولا أقدّم عليه أحدا!. ولم يكن في الورع مثله، يقدّم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
وقال ابن يونس: كان إماما في الحديث ثقة، ثبتا حافظا، وكان مولده سنة:
- ٢١٤- أربع عشرة ومائتين، وكان خروجه من مصر في ذي القعدة سنة: - ٣٠٢- اثنتين وثلثمائة إلى دمشق فوقعت له بها كائنة، ثم حمل إلى مكّة ومات بها في شعبان سنة: - ٣٠٣- ثلاث وثلثمائة؛ قاله الدارقطني، وابن منده. رحمهم الله تعالى.
آمين
(و) الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد (ابن ماجه) القزويني- بفتح القاف وسكون الزاي المعجمة وكسر الواو وسكون التحتية ثم نون- نسبة لقزوين: أشهر مدن عراق العجم
قال العراقي: الربعي نسبة إلى ربيعة «مولاهم» ، و «ماجه» بالهاء وصلا ووقفا، وهو لقب لأبيه يزيد.
وابن ماجه: الحافظ إمام كبير من أئمة المسلمين، متقن مقبول بالاتفاق، صنف «التفسير» ، و «التاريخ» ، و «السنن» وتقرن سننه بالكتب الخمسة.
وأوّل من قرنه بها الحافظ أبو الفضل بن طاهر، وتبعه عليه من بعده، فصار أحد الكتب الستّة، وجرى على ذلك أصحاب الأطراف، وأسماء الرجال.
ومن نظر في كتابه علم منزلته من حسن الترتيب وغزارة الأبواب وقلّة الأحاديث الزائدة على القصد، بالتبويب وترك التكرار- إلا نادرا جدا- والمقاطيع والمراسيل والموقوفات، ونحو ذلك.
وكانت ولادة ابن ماجه سنة: - ٢٠٩- تسع ومائتين، ورحل إلى البلدان، وسمع بمكة، والمدينة، ومصر، والشام، والعراق، والرّي، ونيسابور، والبصرة.