يكن عنده جمود المحدّثين، وأخذ عن مائتي شيخ، وأخذ الطريق عن نحو مائة شيخ، اطّلع على سائر أدلّة المذاهب غالبا؛ المستعملة والمندرسة، وعلم استنباط كلّ مذهب منها لكثرة محفوظاته.
وتآليفه تزيد على ثلاث مائة كتاب في علوم الشريعة وآلاتها، وكان جيّد النظر، صوفي الخبر، له دراية بأقوال السلف ومذاهب الخلف، وكان مواظبا على السنّة، مجانبا للبدعة، مبالغا في الورع؛ مؤثرا لذي الفاقة على نفسه.
وتوفي في سنة: - ٩٧٣- ثلاث وسبعين وتسعمائة هجرية. رحمة الله تعالى عليه.
«طبقات الأولياء» الكبرى المسمى: «الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية» ابتدأها بمقدّمة في كرامات الأولياء، ثم أتبع ذلك بثمانية أبواب في سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم بالخلفاء الراشدين، يلي ذلك تراجم الصوفية: في عشر طبقات لكل مائة سنة طبقة؛ مرتبا على حروف المعجم.
( «وكنوز الحقائق) في حديث خير الخلائق» ؛ فيه عشرة آلاف حديث في عشرة كراريس، في كلّ كراسة ألف حديث، وفي كل ورقة مائة حديث، مرتّبا على حروف المعجم، لكن من غير ذكر للصحابي الراوي للحديث، وهو مشحون بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وفي رموزه بعض تحريف يغلب على الظنّ أنه من النّسّاخ.
وهذان الكتابان كلاهما (للإمام) الكبير الحجة الثّبت، القدوة العلّامة الحافظ: عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الملقب «زين الدين الحدادي»(المناويّ) - بضم الميم، نسبة إلى «منية بن حصيب» - القاهري الشافعي، صاحب القلم السيّال والتصانيف السائرة، أجلّ أهل عصره من غير ارتياب.
وكان إماما فاضلا، زاهدا عابدا، قانتا لله خاشعا له، كثير النفع، وكان متقربا