للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن جابر: أنّه صلّى الله عليه وسلّم دخل على رجل من الأنصار- ومعه صاحب له- فسلّم، فردّ الرّجل وهو يحوّل الماء في حائطه، فقال صلّى الله عليه وسلّم: «إن كان عندك ماء بات في شنّة، وإلّا.. كرعنا» ،

وقال في «العارضة» أيضا: العسل واللّبن مشروبان عظيمان، سيّما لبن الإبل «١» ، فإنّها تأكل من كلّ الشّجر، وكذا النّحل لا تبقي نورا إلا أكلت منه، فهما مركبان من أشجار مختلفة، وأنواع من النّبات متباينة، فكأنّهما شرابان مطبوخان مصعدان، ولو اجتمع الأوّلون والآخرون على أن يركّبوا شيئين منهما لما أمكن، فسبحان جامعهما. انتهى نقله المناوي والزرقاني.

(و) أخرج البخاري في موضعين في «الأشربة» ، وأبو داود وابن ماجه في «الأشربة» أيضا؛ (عن جابر) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما (أنّه صلّى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأنصار) بستانه، وهو أبو الهيثم بن التّيّهان- جزم به الحافظ ابن حجر في «المقدمة» ، ومرّضه «٢» في «الشرح» ، لأنّ راويه الواقديّ، وهو متروك-.

(ومعه صاحب له) أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه (فسلّم) ، أي: النّبيّ صلّى الله عليه وسلم وصاحبه- كما في رواية، أي: وسلّم صاحبه- على الرّجل، (فردّ الرّجل) السّلام عليهما- زاد في رواية للبخاري: وقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي- وهي ساعة حارة.

(وهو) - في رواية: والرجل- (يحوّل الماء في حائطه) ، أي: ينقله من عمق البئر إلى ظاهرها، أو يجري الماء من جانب إلى جانب من بستانه؛ ليعمّ أشجاره بالسّقي.

(فقال صلّى الله عليه وسلم) للرجل (: «إن كان عندك ماء بات في شنّة) - بفتح الشّين المعجمة والنّون المشدّدة، وتاء تأنيث-: قربة خلق، وجواب الشّرط محذوف- صرّح به في رواية ابن ماجه، فقال-: فاسقنا منه، (وإلّا) يكن عندك (كرعنا» ) ، - بفتح


(١) لعلها: البقر والله أعلم.
(٢) ضعّفه أو شكك في صحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>