للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحسان من أدعيته صلّى الله عليه وسلّم.

وأسأل الله العظيم ربّ العرش الكريم أن يجعل هذا الكتاب من أفضل الحسنات الجاري نفعها في الحياة وبعد الممات، ...

ولا علّة قادحة. (وحسان) جمع حسن؛ وهو: الحديث الذي رواه العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، من غير شذوذ ولا علّة قادحة، فالحسن مساو للصحيح في التعريف والشروط. فكلّ ما يشترط في الحديث الصحيح يشترط في الحديث الحسن؛ إلّا الضّبط، فإنّه يشترط في الصحيح الضبط التامّ، ولا يشترط في الحسن إلّا مطلق الضبط. (من أدعيته) الواردة عنه (صلّى الله عليه وسلم) ؛ منقسمة إلى قسمين: استعاذات، ودعوات؛ معتبرا فيها أوّل الحديث، فما كان استعاذة جعل في القسم الأول، وما كان دعاء جعل في القسم الثاني. وافتتحها بالدّعوات القرآنية.

(وأسأل الله العظيم) البالغ أقصى مراتب العظمة؛ وهو الذي لا يتصوّره عقل، ولا يحيط بكنهه بصر، فلا يتعاظمه مسؤول؛ وإن عظم، ومنه مطلوب المصنّف؛ وهو كون كتابه من الحسنات الجارية؛ أي: المستمر ثوابها في حياته وبعد موته.،

(ربّ العرش الكريم) - بالجرّ- نعت للعرش، ويجوز نصبه؛ نعتا لله سبحانه.

ومن وسعت ربوبيّته العرش الذي وسع المخلوقات بأسرهم جدير بأن يعطي المصنّف مطلوبه، وينيله مرغوبه، وهو قوله (أن يجعل هذا الكتاب) «وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلّى الله عليه وسلم» (من أفضل الحسنات؛ الجاري) ؛ أي: المستمر (نفعها) للناس وللمصنّف (في الحياة) الدّنيا، ومعنى النفع في حقّ المؤلف في الدنيا: أن يتذكّر بها، ومعنى النفع في حقّ الناس في الدنيا: هو أن يلهمهم الله الاشتغال بها تعلّما وتعليما، وأن يوفّقهم للعمل بما فيها. (و) معنى النفع للناس وللمصنّف (بعد الممات) : أن تكون سببا لحلولهم في دار النعيم. أخرج الطبراني في «الكبير» : «ما من قوم يجتمعون على كتاب الله تعالى يتعاطونه بينهم إلّا كانوا أضيافا لله تعالى؛ وإلّا حفّتهم الملائكة حتّى يقوموا، أو يخوضوا في حديث غيره،

<<  <  ج: ص:  >  >>