للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يعدُّ من خصائصه الأسلوبية، أنه لا يكاد ينهي فقرة إلاَّ ويقول في ختامها:

((والله أعلم) تواضعاً منه واعترافاً بضمون قوله جلَّ ذكره: {وَمَا أُوتِيْتُمْ مِنَ العِلْمِ إلاَّ قَلِيْلاً}. الإسراء: ٨٥.

[المبحث الثالث: مصادره وموارده]

تعددت مصادر ابن الصلاح تبعاً لتعدد جوانب ثقافته المتنوعة التي تتطلبها طبيعة الكتابة في ميدان يشابه الميدان الذي خاض غماره وسبر أغواره ابن الصلاح، فجاءت ثمرته ناضجة آتت أكلها والحمد لله.

ومن خلال نظرة فاحصة نلقيها عَلَى هذا التصنيف، يمكننا أن نميّز نوعين من تِلْكَ المصادر:

الأول: المصادر الشفوية.

الثاني: المصادر الكتابية.

وسنعرض لكل منهما في مطلب مستقل:

[المطلب الأول: المصادر الشفوية]

مرَّ بنا فيما مضى أن ابن الصلاح جال بلاداً كثيرة، وطلب عَلَى أيادي علماء عصره، فجمع علوماً وظَّفها لخدمة منهجه التأليفي، وهي تلك المعلومات التي استمدها شفاهاً من شيوخه، ويمكننا جعلها عَلَى قسمين:

الأول: ما أبهم فيه مصدره فلم يصرح بطريق نقله، مثل:

قوله: وأنبأني من سأل الحازمي أبا بكر عن الإجازة العامة ... )) (١).

وقوله: ((وأخبرني من أُخبر عن القاضي عياض بن موسى من فضلاء وقته ... )) (٢). ونحو ذلك قوله: ((وأخبرني بعض أشياخنا عمن أخبره عن القاضي ... )) (٣).


(١) معرفة أنواع علم الحديث: ٢٦٩.
(٢) المصدر السابق: ٢٧٤.
(٣) المصدر نفسه: ٣٢٨.

<<  <   >  >>