للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البصريونَ عَنِ المدنيِّينَ (١)، الخُرَاسانيُّونَ عَنِ المكِّيِّينَ)) (٢)، وما أشبَهَ ذلكَ. ولسْنا نُطَوِّلُ بأمثلةِ ذلكَ فإنَّهُ مفهومٌ دونَها. وليسَ في شيءٍ مِنْ هذا ما يقتضي الحكمَ بضَعْفِ الحديثِ إلاَّ أنْ يُطلِقَ قائلٌ قولَهُ: ((تفرَّدَ بهِ أهلُ مكَّةَ، أو تفرَّدَ بهِ البصريونَ عَنِ المدنيِّينَ))، أو نحوَ ذلكَ، على ما لَمْ يروِهِ إلاَّ واحدٌ مِنْ أهلِ مكَّةَ أو واحدٌ مِنَ البصريِّينَ ونحوُهُ، ويُضيفُهُ إليهم كما يُضافُ فعلُ الواحدِ مِنَ القبيلةِ إليها مَجَازاً، وقد فَعَلَ الحاكمُ (٣) أبو عبدِ اللهِ هذا فيما نحنُ فيهِ، فيكونُ الحكمُ فيهِ على ما سَبَقَ في القسمِ الأوَّلِ، واللهُ أعلمُ.

النَّوْعُ الثَّامِنَ عَشَرَ

مَعْرِفَةُ الْحَدِيْثِ الْمُعَلَّلِ (٤)

ويُسَمِّيهِ أهلُ الحديثِ (٥): ((المعلولَ) وذلكَ منهم ومِنَ الفقهاءِ في قولِهِم في بابِ القياسِ: ((العلَّةُ والمعلولُ))، مرذولٌ عندَ أهلِ العربيةِ واللُّغَةِ (٦).


(١) مثاله حديث عائشة مرفوعاً: ((كلوا البلح بالتمر ... )) المتقدم في نوع المنكر، فإن أبا زكير بصري وقد تفرد بهذا عن هشام بن عروة وهو مدني.
قال الحاكم: ((تفرد به أبو زكير عن هشام بن عروة، وهو من أفراد البصريين عن المدنيين)). معرفة علوم الحديث: ١٠١.
(٢) مثاله ما رواه الحاكم في المعرفة: ١٠١ من طريق إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً قال:
يقول الله عزوجل للدنيا: يا دنيا اخدمي من خدمني وأتعبي يا دنيا من خدمك)). قال الحاكم: ((هذا حديث من أفراد الخراسانيين عن المكيين)).
(٣) انظر: معرفة علوم الحَديث: ٩٦ وما بعدها.
(٤) انظر في الحديث المعلل:
معرفة علوم الحديث: ١١٢، وإرشاد طلاب الحقائق ١/ ٢٣٤ - ٢٤٨، والتقريب: ٧٥ - ٧٧، والمنهل الروي: ٥٢، والخلاصة: ٧٠، والموقظة: ٥١، واختصار علوم الحديث: ٦٣، وشرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣٦٣، ونزهة النظر: ١٢٣، والمختصر: ١٣٤، وفتح المغيث ١/ ٢٠٩، وألفية السيوطي: ٥٥ - ٦٦، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: ١٩٢، وفتح الباقي ١/ ٢٢٤، وتوضيح الأفكار ٢/ ٢٥، وظفر الأماني: ٣٦٣، وقواعد التحديث: ١٣١، وراجع كتاب: أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء.
(٥) كالترمذي وابن عدي وأبي يعلى والدارقطني والحاكم والخليلي وغيرهم. انظر: فتح المغيث ١/ ٢١٠، وتدريب الراوي ١/ ٢٥١.
(٦) وقد تبعه النووي، فقال: ((إنه لحن))، واعتُرِض عليه بأنه قد حكاه جماعة من أهل اللغة. =

<<  <   >  >>