ونقول موضحين: الولاء في اللغة القرابة، والعلاقة التي تكون بين اثنين أو أكثر والولاء بأنواعه من محاسن الإسلام، فكلما زادت الروابط والعلاقات بين الناس كان ذلك أدعى إلى المحبة والوفاق وعدم التنازع والخصام. ولابد أن نشير إلى أن الأصل في نسبة الرّاوي إلى قبيلة أن يكون منهم صليبة، كقولهم: قرشي، أي: من أولاد قريش، وإذا نسبوا إليها من ينتمي إليها بالولاء أضافوا كلمة مولى، فقالوا: مولى قريش، أو القرشي مولاهم. والولاء أنواع ثلاثة: النّوع الأول: ولاء العتاقة، وهو ما يكون بين المعتق والمعتق وقد كان معروفاً في الجاهلية فجاء الإسلام فأقره، وشرط له بعض الشروط وهذا النّوع هو الأكثر. النّوع الثّاني: ولاء التناصر والتعاون، وقد كان في الجاهلية، ولكن الإسلام جعله تناصراً على الحق والخير لا على البغي والظلم وتقاطع الأرحام. النّوع الثّالث: ولاء الإسلام فكل من أسلم على يدي شخص فولاؤه له، وهذا مما ابتدع في الإسلام، ولم يكن معروفاً من قبل. وقد ضرب المصنف أمثلة لكل نوع. انظر: منهج النقد: ١٧٥، والوسيط في علوم الحديث ٢/ ٦٨٨. (٢) انظر في ذلك: معرفة علوم الحديث: ١٩٦ - ٢٠٢، الإرشاد ٢/ ٨٠٠ - ٨٠٣، والتقريب: ١٩٩ - ٢٠٠، والمنهل الروي: ١٣٥، واختصار علوم الحديث: ٢٤٦ - ٢٤٧، والشذا الفياح ٢/ ٧٨٣ - ٧٨٧، والمقنع ٢/ ٦٧٠ - ٦٧٣، وشرح التبصرة والتذكرة ٣/ ٣٠٤، وفتح المغيث ٣/ ٣٥٥ - ٣٥٨، وتدريب الراوي ٢/ ٣٨٢ - ٣٨٤، وشرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي: ٢٧٧، وفتح الباقي ٣/ ٢٧٦ - ٢٧٨، وتوضيح الأفكار ٢/ ٥٠٤. (٣) جاء في نسخة (ب) حاشية نصها: ((الصليبة: الخالص النسب)) والمراد من ولد الصلب أي: من صلبهم ونسبهم. انظر: فتح المغيث ٣/ ٢٩٦، والمعجم الوسيط ١/ ٥١٩.