للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورُوِّيْنا فيهِ عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمانَ التَّيْمِيِّ قالَ: حَدَّثَنِي أبي، قالَ: حَدَّثَتْنِي أنتَ عَنِّي عَنْ أيُّوبَ، عَنِ الحسَنِ، قالَ: وَيْحٌ (١): كَلِمَةُ رَحْمَةٍ. وهذا ظَرِيفٌ (٢) يَجْمَعُ أنواعاً. ورُوِّيْنا فيهِ عَنْ أبي عُمَرَ حَفْصِ بنِ عُمَرَ الدُّوْرِيِّ الْمُقْرِئِ عَنِ ابنِهِ أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ حَفْصٍ سِتَّةَ عَشَرَ حَدِيثاً أوْ نَحْوَ ذَلِكَ، وذَلِكَ أكثَرُ ما رُوِّيْناهُ (٣) لأبٍ، عنِ ابنِهِ.

وآخِرُ (٤) ما رُوِّيْناهُ مِنْ هذا النَّوْعِ وأقْرَبُهُ عَهْداً ما حَدَّثَنِيهِ أبو الْمُظَفَّرِ عبدُ الرَّحِيمِ بنُ الحافِظِ أبي سَعْدٍ الْمَروزِيِّ بها - رَحِمَهُما اللهُ - مِنْ لَفْظِهِ قالَ: أنْبَأنِي والِدِي عَنِّي فيما قرأْتُ بِخَطِّهِ قالَ: حَدَّثَني وَلَدِي أبو الْمُظَفَّرِ عبدُ الرَّحيمِ مِنْ لَفْظِهِ وأصْلِهِ، فَذَكَرَ بإسْنادِهِ عَنْ أبي أُمامةَ: أنَّ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((أحْضِرُوا مَوائِدَكُمُ البَقْلَ، فإنَّهُ مَطْرَدَةٌ للشَّيْطانِ مَعَ التَّسْمِيَةِ)) (٥)!. وأمَّا الحديثُ الذي رُوِّيْناهُ عَنْ (٦) أبي بكرٍ الصِّدِّيْقِ، عَنْ عائِشَةَ، عَنْ رسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قالَ: ((في الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ))، فَهُوَ غَلَطٌ مِمَّنْ رَوَاهُ (٧)، إنَّما هُوَ عَنْ أبي بكرِ بنِ أبي عَتِيقٍ، عَنْ عائِشَةَ (٨) وهوَ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ بنِ أبي الصِّدِّيْقِ. وهَؤلاءِ (٩) هُمُ الذينَ قالَ فيهم موسى بنُ عُقْبَةَ:


(١) انظر: الصحاح ١/ ٤١٧، وتاج العروس ٧/ ٢٢٠.
(٢) في (أ) و (جـ): ((طريق))، وفي (م): ((طريف)) بالطاء المهملة.
(٣) في (ع): ((روينا))، وما أثبتناه من جميع النسخ و (م).
(٤) انظر: محاسن الاصطلاح ٤٧٨، التقييد ٣٤٥.
(٥) أخرجه ابن حبان في المجروحين ٢/ ١٨٦، وأبو نعيم في أخبار أصفهان ٢/ ٢١٦، وابن الجوزي في الموضوعات ٢/ ٢٩٨ من طريق مكحول، عن أبي أمامة، به. قال ابن الجوزي: ((هذا حديث لا أصل له، وعلته العلاء بن سلمة))، وقال ابن حبان: ((كان العلاء يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الاحتجاج به)).
(٦) انظر: التقييد والإيضاح ٣٤٦.
(٧) ساقه هكذا المنجنيقي في كتابه: " رواية الأكابر عن الأصاغر "، كما قال ابن حجر في فتح الباري ١٠/ ١٤٣ - ١٤٤.
(٨) هكذا رواه البخاري ٧/ ١٦٠ (٥٦٨٧)، وابن ماجه (٣٤٤٩)، والمزي في تهذيب الكمال ٨/ ٨١.
(٩) انظر: التقييد والإيضاح: ٣٤٦.

<<  <   >  >>