للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن حماد كاتب راشد أبو عيسى. قال للحسن بن وهب وكان الحسن يهوى جاريته بنات المغنية:

أبا علي أضعت الراي في رجل بدأته منعماً بالطول والمنن

حتى إذا ما اقتضى بالشكر عادته أسلمته لعوادي الدهر والمحن

وديعة لي عند الدهر خاس بها ... فلست منتصفاً فيها من الزمن

محمد بن معروف بالغدادي. كان حسن الوجه حسن الإنشاد وهاجى ابن أبي حيكم فأفحمه فاستعدى عليه ابن بي حكيم محمد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبي وهو شاعره فحبس محمداً مدة من ولاية أبيه إسحاق وولايته وولاية عبد الله بن إسحاق في سجن الجرام وذكل نحو من ثماني سنين فناله في السجن ضر شديد فعاهد الله ألا ينطق بشيء من الشعر فأخرجه محمد بن عبد الله بن طاهر. قال علي بن العباس الرومي: رأيت ابن معروف وقد شاخ وعاد إلى قول الشعر. وجرت بين محمد والحسن بن وهب مكاتبات بالأشعار كثيرة وكانا يتنادمان ويتآنسان فلما حبس الواثق سليمان بن وهب واحتبس معه أخوه الحسن حتى أدى المال. وكان ابن معروف ملازماً لهما فتأخر عنهما يوماً فكتب إلى الحسن:

وقيتك كل مكروه بنفسي ... وبالأدنين من أهلي وجنسي

أتأذن في التخلف عنك يومي ... على أن ليس غيرك لي بأنس

فأجابه الحسن:

أقم لا زلت تصبح في سرور ... وفي نعم مواصلة وتمسي

فما لي راحة في كل خل ... أراه اليوم محبوساً بحبسي

محمد بن الحسن بن شعيب الكاتب المدائني معتصمي صاحب مقطعات يقول:

فتى كغرار السيف لاقى منية ... وأيدي المنايا جمة الخلجان

فمات وأبقى من تراث عطائه ... كما أبقت الأنواء للحيوان

وله في غلام التحي:

قد صنع الشعر بالخدود كما تصنع هوج الرياح بالدمن

كم عطف الشعر بالسواد على ... خد مليح ومنظر حسن

محمد بن مخلد بن قيراط الكاتب المدائني معتصمي. كان من أحذق الناس بإخراج المعنى وهو القائل:

<<  <   >  >>