للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن رام تقويمي فإني مقوم ... ومن رام تعويجي فإني معوج

محمد بن مهدي العكبري أبو جعفر. كان خبيث اللسان هجاءً للكتاب. يقول للحسن بن وهب:

وسائلة عن الحسن بن وهب ... وعما فيه من حسب وخير

فقلت هو المهذب غير أني ... أراه كثير إسبال الستور

وأكثر ما يغنيه فتاة ... رشيق حين يخلو بالسرور

فلولا الريح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع بالذكور

هذا البيت لمهلهل بن ربيعة. وله:

هديتي تقصر عن همتي ... وهمتي تقصر عن حالي

وخالص الورد ومحض الثنا ... أحسن ما يهديه أمثالي

محمد بن إدريس الطائي. يقول في أبي عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين وبلغه أنه وجد علة:

ما برء جسمك إلا علة العدم ... ولا اعتلالك إلا علة الكرم

بنا ولا بك خطب الدهر إن ندى ... بنان كفك فينا عصمة الهمم

أبشر فلله في جسم الفتى أرب ... ما أمكن الله منه جمرة الألم

يجلوك للعفو من سخط الذنوب كما ... تجلى لحرب شباة الصارم الخذم

وله:

ليث إذا أبكى شبا أسيافه ... أضحكن مفرق رأس كل عتيد

وكأنما آراؤه تحت الوغى ... وشبا القنا استيقت من التأييد

وإذا دجت حرب أضاء لوجهه ... صبح من التوفيق والتسديد

محمد بن إسماعيل المدني أبو علي معتصمي. كان يصحب غلاماً يقال له باذنجانة فقال نصيب بن وهب المدني:

كلف مغرم بباذنجانة ... قد ثنى صبوة إليه عنانه

كل يوم له هوى مستفاد ... هو منه في ذلة واستكانه

أو ما في المشيب الصلع الفا ... حش شغل عن الصبا مجانه

فأجابه محمد:

لا تلمين فإن باذنجانه ... بذ في الحسن عندنا أقرانه

حسن الشكل مدعم القد حلو ... يتثنى تثني الخيزرانه

لو يراه الذي يفند فيه ... لم يعب مغرماً به وأعانه

إن يك أصلع علاه مشيب ... فاراه الرشاد حتى استبانه

إن تحت الكساء ظرف فتى ... ذو اختيال وجهه فينانه

<<  <   >  >>