قد سقاه الهوى بكأس التصابي ... فجرى جامحاً يجر عنانه
وله يعاتب نصيب بن وهب:
عذيري من أخ كنت ... على الناس به أفخر
زكت أغصانه غذ طا ... ب منه الأصل والعنصر
فتى كان كصفو الما ... ء للأخوان لا يكدر
قليلاًثم أبدى مل ... لة فرحت لا أشعر
جفاني بعد أن كان ... خليلي والذي أوثر
فأضحى معرضاً يطوي ... من الحب الذي أنشر
وإذا زرت مشتاقاً ... فربع دارس مقفر
وفي الصمت عن الأخبا ... ر إخبار لمن فكر
وأجابه نصيب عنها بأبيات.
الجماز واسمه محمد بن عمرو بن حماد بن عطاء بن يسار. وقيل ابن ياسر مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقيل هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن حماد يكنى أبا عبد الله. وسلم بن عمرو الخاسر الشاعر عم الجماز وقيل هو ابن خالة سلم وهو بصري صاحب مقطعات ولم يكن له إطالة وكان ماجناً خبيث اللسان وكان يقول أنه أكبر سناً من أبي نواس. وأدخل على المتوكل فأنشده:
ليس لي ذنب إلى الشيعة إلا خلتين ... حب عثمان بن عفان وحب العمرين
وكان يرمى بالنصب وهاجى عبد الصمد بن المعذل. وللجاحظ فيه:
نسب الجماز مقصور إليه منتهاه ... يتحامى من أبي الجماز عنه كاتباه
ليس يدري من أبو الجماز إلا من رآه
فأجابه الجماز:
يا فتى نفسه إلى الكفر تائقه ... لك في الفضل والتزهد والنسك سابقه
فدع الكفر جانباً يا دعي الزنادقه
السدري أبو نبقة محمد بن هشام بن أبي خميضة مولى لبني عوال فاشترى المتوكل ولاءه بثلاثين ألف درهم وكان يصحب الجماز وعبد الصمد بن المعذل والجاحظ وأدباء البصرة، ذكر عبد الله بن شبيب إنه كان مع السدري فصار إلى باب رجل من وجوه أهل البصرة فأبطأ إذانه قليلاً فقال السدري:
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يخف قليلا
إذا لم أجد يوماً إلى الإذن سلما ... وجدت إلى ترك المجيء سبيلاً
وله:
لعمركما يا صاحبي لئن بدت ... لنا ظلم في دور آل زياد
لقد أظلمت أحسابهم قبل ما ترى ... على الناس واسودت بكل بلاد