للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» (١) .

ومعلوم أن المراد هنا قولها على وجه يحصل به إفراد (٢) الله بالعبادة وترك ما يعبد معه، والبراءة منه، وأما مجرد اللفظ مع المخالفة للحقيقة فليس مرادا بإجماع أهل العلم، ولذلك جاء في «حديث معاذ لما بعثه إلى اليمن: "فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله» ، وفي رواية: " «إلى أن يوحدوا الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات» " (٣) .

والمقصود منه: أنه جعل الغاية توحيد الله (٤) بالعبادة والاستجابة لذلك والتزامه هو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله، وأما مجرد القول والتلفظ فليس هو عين المراد. وأما العلماء فقد وافقوا على ذلك، وقرروه، وذكروا الإجماع عليه، وأن الإيمان لا بد فيه من اعتقاد الجنان، وإقرار اللسان، وعمل الأركان، وجهلوا من اقتصر في تعريف مسماه على أحد هذه الثلاثة.

وأما كون الشيخ لا يصلح أن يكون من نظرائهم: فالذي يصلح أن يكون من نظرائهم عند هذا الملحد هو ابن سلوم، وابن فيروز، وأمثالهما


(١) أخرجه الشيخان وأصحاب السنن، وتقدم تخريجه. انظر: ص (١١٧) ، هامش ٣.
(٢) في (ق) : "إفاد".
(٣) أخرجه البخاري (١٤٥٨، ١٤٩٦) ، ومسلم (١٩ / ٢٩، ٣١) ، وأبو داود (١٥٨٤) .
(٤) في (ق) و (م) : "توحيده".

<<  <  ج: ص:  >  >>