للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل فيه مناقشة الشرك الواقع في مثل البردة للبوصيري]

فصل قال المعترض (١) (ومن قول هذا الرجل في موضع آخر من كلامه، قال: "اعلم أرشدك الله أن من أنواع الشرك الأكبر ما قد يقع فيه بعض المصنفين الأولين على جهالة منه، كقوله في البردة:

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم

قال: وفي الهمزية من جنس هذا، وهذا من الدعاء الذي هو العبادة التي لا تصلح إلاَّ لله وحده "، انتهى مع كلام لا يؤبه له.

وله كلام عليها غير هذا أشنع منه تركناه، ولأتباعه كذلك (٢) ؛ وسنشير إلى شيء من قوله، ويكفي في هذا قوله (٣) "من الشرك الأكبر"، وعند هذا الكلام محط الرحل، فغائلته تنقيص (٤) سيد البشر صلى الله عليه وسلم والحطّ من رتبته، وغايته إبطال شفاعته بالكلية، فنقول: الأولى (٥) أن شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري رحمه الله لم يقصد ما قصده هذا الرجل، وليس


(١) ف (ق) و (ح) وردت قبل: " قال المعترض: فصل ".
(٢) في (ق) و (م) : شيء من ذلك.
(٣) في (ق) و (م) : " قوله هذا ".
(٤) في (ق) و (م) زيادة: " الرسول ".
(٥) في (ح) و (المطبوعة) : "الأول".

<<  <  ج: ص:  >  >>