للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإن أولئك خارجون عن طاعة إمام معين، أو خارجون عليه لإزالة ولايته، وأما المذكورون فهم خارجون عن الإسلام بمنزلة مانعي الزكاة، وبمنزلة الخوارج الذين قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ ولهذا افترقت سيرة علي (١) في قتاله لأهل البصرة (٢) والشام، وفي قتاله لأهل النهروان، فكانت سيرته مع أهل البصرة والشاميين سيرة الأخ مع أخيه، ومع الخوارج بخلاف ذلك) . انتهى المقصود منه.

[مسألة التلقين في القبر وهل هي شرك]

وأما مسألة "التلقين في القبر ": فلمن منعه، سلف صالح يقتدي بهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان وأئمة الهدى من أهل المذاهب وغيرهم، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن قيم الجوزية وأمثالهما لا يرون ذلك؛ وإن قال به جمع كثير، وهذه مسألة (٣) فرعية خلافية، فالتشنيع بها خروج (٤) عن محل النزاع.

وأما قوله: (وعد ذلك من الشرك) .

فهذا بهت ظاهر، أين التلقين من الشرك؟ فالتلقين تذكير وتعليم، والشرك إعطاء المخلوق ما يستحقه الخالق وحده، من دعاء وتوكل ومحبة (٥) ونحو ذلك من العبادات والطاعات، هذا هو الشرك، والشيخ


(١) في بقية النسخ: " رضي الله عنه ".
(٢) في (ح) و (المطبوعة) زيادة: "وأهل".
(٣) في (ق) : "المسألة".
(٤) في (ق) : "خروجا"، وهو خطأ.
(٥) في (ق) : "أو توكل أو محبة".

<<  <  ج: ص:  >  >>