للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه في ذلك وإن لم يفقه هذا المعترض، وليس النزاع في كونه -صلى الله عليه وسلم- أكرم الخلق، وإنَّما هو في دعاء غير الله، والاستغاثة بسواه.

[بيان أن حديث توسل آدم بحق محمد عليه السلام موضوع]

وأما الحديث الذي عزاه لعمر بن الخطاب، بتوسل آدم بحق (١) محمد: فهو حديث موضوع، مكذوب، باتفاق أهل العلم بالحديث، كما جزم به شيخ الإسلام في كتاب الاستغاثة في الردِّ على ابن البكري (٢) وأهل العلم يفرقون بين ما رواه الطبراني، وما رواه أئمة الحديث كالبخاري ومسلم وأحمد وأصحاب السنن الأربعة وموطأ مالك، وما رواه غيرهم من أهل المسانيد، لا سيَّما الطبراني، وأمثاله من المكثرين؟ فلا يحتجّ بحديثهم، وما انفردوا به إلا بعد النظر في سنده، وكلام أهل الجرح والتعديل، ومجرَّد العزو لا تقوم به حجة؟ لكثرة ما اشتمل عليه من الموضوعات.

وقد أنكر الحفاظ الحكاية (٣) التي تنسب إلى مالك مع الخليفة المنصور التي ذكر فيها: "كيف تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة آبائك وجزموا بأن الحكاية موضوعة، وأن مالكا لم يقل هذا.

وقد تكلَّم عليه الحفاظ: ابن عبد الهادي (٤) وغيره بكلام بديع، وذكر: (أنه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم الذي قال فيه مالك بن أنس -رحمه الله-: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يحدثك عن أبيه عن نوح. وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: سأل رجل عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أحدثك أبوك عن أبيه عن جده: أن سفينة


(١) في (ح) : "بجاه".
(٢) انظر: (الرد على البكري) (٢ / ٥٥٠) ، و "منهاج السنة" (٧ / ١٣١) .
(٣) ساقطة من (ق) و (م) .
(٤) انظر: "الصارم المنكي" ص (٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>