للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فثبت أن هذا الداء (١) قديم، صدَّ به إبليس الرجيم أمما لم يفرّقوا بين ما كفرت به الرسل وأتباعهم، وما كفَّرت به الخوارج وأشياعهم، فكم هلك في هذا من جاهل، وكم زاغ به من زائغ.

ثم يقال لهذا (٢) إذا ثبت أن الخوارج كلاب أهل النار؟ لأنهم كفروا أهل الإسلام بالذنوب- على زعمهم- فكيف ترى بمن (٣) كفَّر أئمة الدين وعلماء الأمة وورثة الرسول (٤) بمتابعته، وتجريد التوحيد، والبراءة من الشرك وأهله؟ فأي الفريقين أحق أن يكون من كلاب النار: من كفَّر بالذنوب والسيئات، أو من كفر بمحض الإيمان والحسنات؟ الله أكبر. ما أضل هذا الرجل (٥) عن سواء السبيل.

[حياة الأنبياء والشهداء بعد موتهم لا يدل على علمهم بحال من دعاهم ولا قدرتهم على إجابته]

وأما قوله: (فالحاصل أنه يكذِّب بحال الروح إلا من قلبه مجروح) .

فيقال: هذا شروع منه في أن الأرواح لها تصرف، وعلم يوجب دعاءها بعد مفارقة أجسادها، والاستغاثة بها، وهذا القول حكاه شيخ الإسلام عن الصابئة، وقرَّره غير واحد في دعاء الأنفس المفارقة أنفس الأنبياء والصالحين والملائكة (٦) .

واستدل الغبي على هذه الدعوى الصابئية بأنه -صلى الله عليه وسلم- في قبره حي،


(١) في (ق) : " الدعاء ".
(٢) في (المطبوعة) زيادة: (الغبي الضال) .
(٣) في (ق) : " ممن ".
(٤) في (ق) : " الرسل ".
(٥) ساقطة من (ق) .
(٦) في (ق) و (م) : "والملائكة والصالحين".

<<  <  ج: ص:  >  >>