للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا إله إلا الله» " (١) وحديث: " «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله» " (٢) وحديث عمرو بن عبسة وقد تقدم قريبا (٣) وغير ذلك مما لو أفرد لاحتمل مجلدات.

فمن قال فيمن ذهب إلى مدلول هذا وقرره (٤) (أنه هذيان بارد) فهو كفور جاحد (٥) ومكابر معاند، ولئيم حاسد، والجهاد لم يشرع إلا لإلزام المكلفين بما جاء من توحيد الله، والتزام دين المرسلين، لا لمجرد المعرفة فقط، وقد جاهد (٦) صلى الله عليه وسلم هذا الضرب من الناس، واستباح دماءهم وأموالهم؟ واليهود يعرفون الرسول كما يعرفون أبناءهم.

وقد قال تعالى في شأنهم: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٤٦] [البقرة / ١٤٦]

فمن جعل مجرد المعرفة هي الإيمان والقتال لأهلها الذين لم يلتزموا ما جاءت به الرسل، بل أعرضوا عنه قتال مفتر ظالم وصنيع مارج، فهو من أعظم الخلق صدا (٧) عن سبيل الله، وهدما لقواعد دينه، وكذبا على شريعته، وتلبيسا على عباده، وردا لما جاءت به رسله، وجهلا بالإيمان وحقائقه.


(١) متفق عليه. تقدم تخريجه. انظر ص (١١٧) ، هامش ٣.
(٢) أخرجه مسلم (٢٣) ، وأحمد (٣ / ٤٧٢) من حديث طارق بن أشيم وتقدم، انظر: ص (١٦٣) ، هامش ٣.
(٣) انظر: ص (٢٠١) ، هامش ٥.
(٤) في (المطبوعة) : " وقرر".
(٥) في (ح) : "جا"، وسقط باقي الكلمة.
(٦) في (ق) و (م) : "رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
(٧) في (م) : "صدد".

<<  <  ج: ص:  >  >>