للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسلموا ولم يهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدوا معه، كما يدل عليه آخر الحديث.

فلم يعرف هذا المعترض معنى الحديث ولا موضوعه، واستدل به على مسألة أجنبية عنه، ليس لها دخل فيه، فإن الكلام هنا (١) فيمن قاتل المسلمين تحت راية المشركين، وسعى في الصد عن سبيل الله، لا فيمن ترك الهجرة فقط.

وأما عذره عن هذا الرجل الذي مثل به الشيخ بأن أهل بلده لو يأمرونه بألا يقول شهادتي الإخلاص ولا يمكنه ذلك إلا بفراقهم لفعل: فهذه (٢) مبنية على أن مجرد القول يكفي في الإيمان (٣) مع التلبيس بالمنافي والمعارض، وهذا ليس من أقوال علماء الأمة وأئمتها؟ بل هو من أقوال أهل الجهل والضلال؟ المخالفين للكتاب والسنة (وإجماع الأمة، ثم أطال المعترض الكلام في شأن الهجرة والعاجز عنها) (٤) وذكر النجاشي - وهذا شأن الجاهل إذا أورده أهل العلم المضائق تكثر بما (٥) ليس له، وحاد عن جواب المسألة، وفي المثل (٦) "الأقرع يفتخر بجمة ابن عمه، والأحمق يذكر خالته إذا عيب بأمه".

ومن العجب تكراره أن الشيخ يكفر بالعموم، وقوله:


(١) في (ح) : "هذا ".
(٢) في (ق) و (م) زيادة: "الحجة".
(٣) في (ق) : "بالإيمان".
(٤) ما بين القوسين ساقط من (المطبوعة) و (ح) .
(٥) ساقطة من (ح) .
(٦) في (ح) : "مثل".

<<  <  ج: ص:  >  >>