للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محض التنقص لله ولعباده المخلصين؛ ولهذا نزَّه (١) تعالى نفسه عمَّا يشركون في غير موضع من القرآن وكذلك في السنَّة.

وفيه تنقص أيضاً (٢) بالأنبياء والصالحين؛ لظن (٣) من فعل ذلك أنهم يرضون به ويقرون (٤) عليه، وأنهم ما نهوا عن هذا الجنس من الشرك وإنَّما جاءوا بتحريم الشرك في الربوبية، ووجوب اعتقاد اختصاصه تعالى بالملك والتدبير، كما صرَّح به كثير من عباد القبور، وأنكروا توحيد العبادة غاية الِإنكار، وجعلوا معنى كلمة الِإخلاص يرجع إلى توحيد الربوبية فقط، ومن نهاهم عن عبادة غير الله قابلوه بأشد الِإنكار؛ وقالوا: تنقصت المشايخ والكبار، وهم قد تنقصوا الملك الحق العزيز الغفار.

فما أشد غربة هذا الدين، وما أقلَّ من يعرفه من المدَّعين للعلم والمنتسبين (٥) .

وأما إبطال الشفاعة: فالشفاعة التي يشير إليها هذا الرجل وإخوانه من المشركين قد نفاها الله تعالى وأبطلها في كتابه العزيز في غير موضع؛ وأخبر تعالى أنه لا يعلم وجود شفيع يشفع هذه الشفاعة التي قصدها المشركون لا في السماوات ولا في الأرض، وما لا يعلمه سبحانه فهو مستحيل الوجود.

والشفاعة المثبتة نوع آخر، وجنس ثانٍ لا يعقلها المشركون،


(١) في " المطبوعة " زيادة: " الله ".
(٢) في (ح) و (المطبوعة) : " أيضا تنقص ".
(٣) في (ح) و (المطبوعة) : " إذا يظن ".
(٤) في (ح) و (المطبوعة) : " ويقرونه ".
(٥) في (المطبوعة) زيادة: " لهم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>