للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غي وحجاب {وَمَا يَذَّكَّرُ (١) إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: ٢٦٩] [البقرة -٢٦٩] ، [آل عمران -٧] واقتضت حكمته الإلهية، ومشيئته الربَّانية، أن يبتلي ورثة رسله وأنبيائه بحسب ميراثهم عن صفوته وأوليائه، فأكثرهم ميراثًا أشدُّهم متابعةً؛ وأعظمهم اقتداءً هو أكبرهم محنة، وأعظمهم بليّه وأصعبهم أضدادًا، لا سيما ورثة هذا النبي الكريم (٢) ذي الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود والتعظيم، فإن الله ابتلاهم بجهَّال هذه الأمة ومنافقيها، كما ابتلى مؤمنيها بكفَّارها (٣) وخيارها بشرارها (٤) وأبرارها بفجَّارها، وأهل سنَّتها بمبتدعيها، وكان ربك بصيرًا.

ومن سبر أحوال الناس واستقرأها، ونظر فيما أُصيب به أهل (٥) العلم، وابتلي به أئمة (٦) الهدى، عرف سنَّة الله التي قد خلت من قبل؛ واستبانت له حكمة الترجيح والفضل، وأكثر الناس في خفارة جهله، وغباوة فهمه.

وفي أثناء القرن الثاني عشر ظهر بنجد من أحبار (٧) الأمة وساداتها من يدعو إلى توحيد الله بالعمل والعبادة، وإفراده بالقصد والإرادة،


(١) ووقع في (المطبوعة) : " يتذكر "، وهو خطأ.
(٢) في (ق) : " صلى الله عليه وسلم ".
(٣) في (م) و (ق) : " بكافريها ".
(٤) في (م) و (ق) : " بأ شرارها ".
(٥) في (م) و (ق) : " أئمة ".
(٦) في (م) و (ق) : " أهل ".
(٧) في (ح) : " وأخبارها "، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>