للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فو الله لكأنَّ الناس لم يعلموا أنَّ هذه الآية نزلت على رسول صلى الله عليه وسلم حتى تلاها أبو بكر يومئذِ. قال: فأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم) (١) .

هذا هو الثابت عند أهل العلم بالحديث، وهو الذي ذكره الأئمة في كتبهم، التي إليها المرجع عند أهل الإسلام في سائر الأبواب والأحكام.

وقد عُلِم أن القعقاع لم يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة، ولا يمكن من هو أفضل منه، ولم يدَّع أنَّ أبا بكر أخبره بذلك، ولا غير أبي بكر، فصار الأثر منقطعا، وهذه علة رابعة.

وأظن هذا المعترض رأى هذا الأثر في مصنف ابن فيروز أو غيره ممن تعرَّض لردِّ هذا الدين والتوحيد الذي منَّ الله بتجديده على يد شيخنا رحمه الله، والغالب على من تعرَّض لردّ ذلك هو الجهل وعدم العلم، مع غلبة الهوى وشدَّة العداوة، فأجْلَبوا بذكر ما يظنون أن لهم تعلقاً به، وأنه من الحجج التي تدفع الخْصم، وليست لهم عناية بصناعة العلم، ومدارك الأحكام، ويأبى الله إلاَّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

تعرض قوم للغرام فأعرضوا ... بجانبهم عن صحبتي (٢) فيه واعتلوا


(١) أخرجه البخاري (١٢٤١، ١٢٤٢) ، وأحمد (١ / ٣٣٤، ٣٦٧) ومواضع أخرى.
(٢) في (ق) و (م) : " صحتي ".

<<  <  ج: ص:  >  >>