للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما وقع من ابن النواحة (١) وأما من بعدهم من نسلهم وذراريهم المؤمنين فلا يتوجه إليهم ذم ولا عيب، والصدّيق أجلّ من أن يعيب من لم يؤمن بمسيلمة ولم يشهد عصره، وآباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلافهم (٢) كانوا على جاهلية وشرك وعبادة للأصنام والأحجار وغيرها، ولا يتوجَّه عيب أحد منهم بأسلافه، وقد يُخرج الله من أصلاب المشركين والكفار من هو من خواص أوليائه وأصفيائه، ولما استأذن ملك الجبال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطبق عليهم الأخشبين- لما رجمه أهل الطائف- ودعا بدعائه المشهور وهو قوله: " «اللهمَّ إليك أشكو ضعف قوَّتي وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهَّمني؟ أو إلى قريب» (٣) ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضبٍ (٤) عليّ فلا أبالي، غير أن عافيتك (٥) أوسع لي، لك العتبى حتى ترضى، أعوذ بنور وجهك أن ينزل بي سخطك، أو يحلّ عليّ غضبك) فاستأذنه المَلَك عند ذلك (٦) فقال: ( «بل أتأنى بهم لعلَّ الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئاً» ) (٧)


(١) انظر قصته في: المستدرك (٣ / ٥٤) وغيره.
(٢) ساقطة من (ق) و (مِ) .
(٣) في (ق) و (م) : (عدو) ".
(٤) في (ق) و (م) و (ح) : "عليَّ غضب"، وفي (المطبوعة) : (سخط علي) .
(٥) في بقية النسخ زيادة: "هي ".
(٦) في (المطبوعة) زيادة: (أن يطبق عليهم الأخشبين) .
(٧) أخرج البخاري منه استئذان ملك الجبال ورده صلى الله عليه وسلم (٣٢٣١، ٧٣٨٩) ، وأما الدعاء المشهور فأخرجه ابن جرير الطبري في التاريخ (٢ / ٣٤٥) وابن منده في ترجمة الطبراني ص (٣٤٦) ، والضياء في المختارة (٩ / ١٨١) ، وابن عدي في الكامل (٦ / ١١١) ، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي والسامع (٢ / ٢٧٥) ، كلهم من طريق ابن إسحاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>