للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألم يعلم هذا الرجل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في معراجه مرَّ بكليم الرحمن موسى بن عمران وهو يصلي في قبره، ومرة كما في الصحيحين من حديث مالك بن صعصعة رضي الله عنه في السماء السادسة، ونصحه واستنصحه وسقم عليه وعلى الأنبياء في السماوات، فردوا عليه ورحَّبوا به، وقد صلَّى بهم قبل في بيت المقدس (١) عند الصخرة عليه وعليهم (٢) أفضل الصلاة والسلام، أفيظنهم هذا الرجل أمواتا في عالم العدم، أم (٣) يريد أن يمنع عنهم (٤) ما أعطاهم الله من الكرامة، ويقيسهم على نفسه التي قد (٥) تراكمت عليها ظلمات الزيغ والأهواء بعضها فوق بعض، حيث يرى الحق في صورة الباطل؟ أو ليس هو -صلى الله عليه وسلم- أفضل أولي (٦) العزم من الرسل؟ أليس الله قد أعطى من هو دونه (٧) بالفضل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص؟ أليس هو يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله؟ أفيظن هذا الرجل أن هذه الأمور من عيسى عليه السلام من دون الله؟ . بل قال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: ٥٩] [آل عمران -٥٩] .


(١) في (المطبوعة) زيادة: "من".
(٢) في (ح) و (المطبوعة) : "الصخرة وعليهم ".
(٣) ساقطة من (ق) .
(٤) ساقطة من (ح) .
(٥) ساقطة من (ق) و (ح) و (المطبوعة) .
(٦) في (ح) و (المطبوعة) : "أولو"، وهو خطأ.
(٧) في (ح) و (المطبوعة) : "في الفضل ".

<<  <  ج: ص:  >  >>