للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٦٠] وأيضا: فمحلها ووقتها يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ويشتد هول الموقف وكربه هذا هو المراد، وبه تعرف بطلان هذه الشبهة، وأن الباب مسدود على من طلبها من غير الله.

وأما قول المعترض: (أو يقول: إنَّ الرسول غير موجود، أو أنه في عالم العدم أو يقول: إنَّ جاهه عند ربه انقطع (١) بموته) .

فيقال: هذا كلام معتوه لا يدري ما يقول، فإن كلام الشيخ، والقول بأن دعاء غير الله شرك، لا يلزم منه القول (٢) بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- غير موجود، بمعنى أنه كسائر المعدومات؛ بل هو حي في قبره تعرض عليه صلاة أمته (٣) «وقد "حرَّم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» " (٤) ومع ذلك فهو -صلى الله عليه وسلم- في الرفيق الأعلى، وهو أقرب الرسل من ربه، وأرفعهم (٥) درجة لديه، ولروحه اتصال بجسده الشريف، لا يعلم كنهه وحقيقته (٦) ومقداره إلا الذي خلق ووهب وتفضَّل وأعطى، وهو اللطيف الخبير.

وأما القول: بأن هذه الحياة [كالحياة] (٧) الدنيوية، يطلب منه ما كان


(١) في (ق) و (م) : (انقطع عند ربه".
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(٣) في (المطبوعة) : "يبلغ صلاة أمته وسلامهم عليه -صلى الله عليه وسلم-.
(٤) أخرجه أبو داود (١٥٣١) ، وابن ماجه (١٠٨٥، ١٦٣٦) ، وأحمد (٤ / ٨) .
تنبيه: وقع عند ابن ماجه في الموضع الأول (١٠٨٥) الحديث من رواية (شداد بن أوس) ، وفي الموضع الثاني وعند أبي داود وأحمد (أوس بن أوس) .
(٥) في (ق) : " وأرفعه".
(٦) في (ق) و (م) : "حقيقته وكنهه".
(٧) ما بين المعقوفتين زيادة من (ق) و (م) أثبتها لضرورة استقامة السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>