للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفضلة، والرحلة إلى ذلك مستحبة أو واجبة، بخلاف من خرج من المدينة جزعا من لأوائها، وطلبا للدنيا، وفي الحديث: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفرّ بدينه من الفتن» (١) فمن ترك المدينة فرارا من الفتن فهو محمود بنص هذا (٢) الحديث، ولا يحمد الصبر على الافتتان (٣) وإنَّما يحمد الصبر في الفتن وعن الفتن، فافهم هذا يزول عنك تلبيس هؤلاء" الجهال بما ورد في الحث على الصبر على لأواء المدينة ولزومها.

وقول المعترض: (وإنَّما نفى أن يكون ملك في ذلك اليوم (٤) لأحد من خلقه؛ وإنما هو يوم جزاء وتفضُّل منه جل وعلا؟ وعدل بين الناس وعلى الكفار) .

فجوابه أن يقال: هذه العبارة فيها لحن في موضعين: الأول: نصب اسم يكون، والثاني: في تعدية العدل بعلى، وهو معطوف على المضاف غير محتاج للتعدية.

ثم يقال: أي شيء في هذا يدل على أن قوله تعالي -صلى الله عليه وسلم-: " «لا أغني عنك من الله شيئا» " في حق من لم يؤمن، كما زعمه هذا الغبي؟ وقد اشتهر في الكتاب والسنَّة وعرف المسلمين ولغتهم تسمية هذا اليوم بيوم الدين، وإن


(١) الحديث أخرجه البخاري (١٩، ٣٣٠٠، ٣٦٠٠، ٦٤٩٥، ٧٠٨٨) ، وأبو داود (٤٢٦٧) ، وابن ماجه (٣٩٨٠) ، وأحمد (٣ ٦، ٣٠، ٥٧) ، ومالك في الموطأ (٢ / ٩٧٠) .
(٢) ساقطة من (ق) .
(٣) في (ق) و (م) : " الفتن ".
(٤) في (ق) و (م) : (في ذلك اليوم ملك) .

<<  <  ج: ص:  >  >>