للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: كأنه يريد أن الشفاعة مملوكة لغير الله، وحاصلة مع وقوع الأحداث والمنكرات والأفعال دائما في الأمة، يعني فالشفاعة لأهلها، وقصده أن كل الأحداث والمنكرات التي لا تزال تقع يشفع (١) في أهلها وأصحابها، وتنالهم شفاعته -صلى الله عليه وسلم- وهذا جزم منه بأن الرسول (٢) -صلى الله عليه وسلم- يشفع في كل من أحدث حدثا أو فعل منكرا كالزنادقة، وعُبَّاد القبور والرافضة، والجهيمة والقدرية، والاتحادية والحلولية، وكل ما يحدث في الأمة، فأين هذا من قوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨] [الأنبياء -٢٨] .

وقولي: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥] [البقرة -٢٥٥] , وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " «أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إِله إلا الله خالصا من قلبه» " (٣) فسبحان من طبع على قلب هذا (٤) وزين له عمله حتى انتهى إلى غاية في الضلالة، ما وصل إليها أحد قبله ممن تصدى لرد ما جاء به نبينا من الهدى ودين الحق، فليهن كل مرتد وجهمي ورافضي دخوله في شفاعته -صلى الله عليه وسلم- له وغناه عنه (٥) ؛ لأنهم أهل الأحداث التي لا تزال تحدث وتتجدد، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» " (٦) فما حدث في بني


(١) ساقطة من (ق) .
(٢) في (ق) : "من أنه ".
(٣) تقدَّم مرارا، انظر: ص (٣٢٠) ، هامش ٥، وص (٤٢٧) ، هامش ٧.
(٤) في (ق) و (م) : " قلبه ".
(٥) في (المطبوعة) زيادة: "بزعم هذا الغبي الجاهل ".
(٦) أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه والحاكم وأحمد وتقدَّم، انظر: ص (٢٢٢) ، هامش ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>