للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم» " (١) وساق حديث: " «إنَ أعمالكم تعرض على عشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا (٢) اللهم لا تمتهم حتى تهديهم (٣) كما هديتنا» (٤) .

قال المعترض: (إن كان سفيان قد دلس فيه، فهو ثقة عدل) . يشير إلى أن سفيان حدث عمن سمع أنس بن مالك.

والجواب: أما ما جاء في الخوارج عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو حق لا ريب فيه، والخوارج لا يعرفهم هذا وأمثاله من الضُلاَّل، فإنهم قوم خرجوا على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكفَّروهم، وفسَّقوهم بتحكيم الحكمين، ووضع الهدنة بين المسلمين في قتالهم، فكروهم بأمور ظنُّوها ذنوبا وسيئات متأولين قوله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: ٥٧] [الأنعام: ٥٧، ويوسف ٤٠, ٦٧] .

وقوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: ١] [التوبة: ١] .


(١) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الحارث (٢ / ٨٨٤) ، وفي سنده جسر بن فرقد وهو ضعيف عندهم، وانظر: ". ميزان الاعتدال" (٢ / ١٢٤) .
(٢) في (م) : "قال".
(٣) في (ق) و (م) : "تأتيهم".
(٤) أخرجه أحمد في المسند (٣ / ١٦٥) من حديث أنس بن مالك، وأخرجه الطيالسي (١٧٩٤) من حديث جابر بن عبد الله، وضعفه الألباني في الضعيفة (٨٦٣) ، وذكره الهيثمي في المجمع (٢ / ٣٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>