للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (وهذه حال أهل الأهواء لا يتبعون أهل الحق ولا يهتدون سبيلاً) .

فيقال: نعم هو ذاك، ولو شعرت أن هذا الكلام منطبق على حالك، مناد بضلالك وأنك لا تعرف الحق ولا أهله، ولا تعرف السبيل ولا تهتدي إليه، وإنما يعرف أهل (١) الحق والإيمان من له نور يمشي به في الناس، وأما الجاهل المظلم (٢) فهو من أبعد الناس عن معرفة الحق، واتباعه (٣) السبيل وسلوكه. وأما قوله: (كيف نُدْبر على هذا الطريق الزائغ أنه يخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من (٤) مثقال حبة خردل من إيمان) إلى آخره.

فيقال: هذه العبارة عبارة جاهل غبي، فإن تدبير النصوص والأحكام إلى الملك الحق العليم (٥) العلام، وأهل العلم لا يستعملون هذه العبارة، ولا يعبرون بتعبير أهل الجهل (٦) والغباوة، وإنما يقال: كيف يفهم (٧) أو كيف يحمل، أو كيف يخرج، أو كيف يوجه؟ .

ثم هذا القول صريح في أن هذا المعترض لم يشم رائحة العلم، ولم يمارس أهله، فإن الموحد السالم من الشرك الأكبر هو الذي يتصور أن


(١) ساقطة من بقية النسخ.
(٢) في (ق) و (م) و (المطبوعة) زيادة: "مثلك".
(٣) في بقية النسخ زيادة: "ومعرفة".
(٤) ساقطة من (ح) .
(٥) "الحق العليم" ساقطة من (ح) .
(٦) في بقية النسخ: "الجهالة".
(٧) في (ح) : "تفهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>