للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والشافعي وأحمد (١)، ثم يخلص إلى أن "كل طائفة تدعي أنها أهل الحق ولا حق إلا في كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - المبلغة بالسند الصحيح إليه عليه السلام فقط" (٢).

ومن إنصاف ابن حزم أَنْ ذكر غلو أصحاب داود فيه: واعتقادهم أنه أعلم وأفضل وأجل ممن سواه من الأئمة (٣).

وأومأ ابن خلدون إلى سبب نقمة الناس على ابن حزم فقال: ". . . وقد فعل ذلك ابن حزم بالأندلس على علو رتبته في حفظ الحديث، وصار إلى مذهب أهل الظاهر، ومهر فيه باجتهاد زعمه في أقوالهم، وخالف إمامهم داود، وتعرض للكثير من أئمة المسلمين، فنقم الناس ذلك عليه، وأوسعوا مذهبه استهجانا وإنكارا. . ." (٤).

ويعتذر محمد بن خليل عن ابن حزم في إطلاقه لسانه في خصومه،


(١) الرسالة الباهرة (ص ١٧ إلى ٢٩).
(٢) الرسالة الباهرة (ص ٣٠).
(٣) ومما حكاه ابن حزم من غلو أصحاب داود قول بعضهم:
ولقد نظرت إلى العلوم بأسرها ... فمنحت لب لبابها داوودا
جعل القرآن مع النبي، وقوله ... والمسلمين أدلة وشهودا
إلى أن قال:
لو كان حيا من مضى من مالك ... أو صحبه أضحوا إليه وفودا
أو رد فينا الشافعي مشفعا ... لرأيته للشافعي مفيدا
وأبو حنيفة لو تعقب رأيه ... أمسى يفند رأيه تفنيدا
وانظر: الرسالة الباهرة (ص ٣٧).
(٤) مقدمة ابن خلدون (٣٧٤).