للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقول: ". . . وذلك أن أكثر من أثنى على أبي محمد رحمه الله وَاخَذَهُ في شيء وهو أنه أطلق لسانه وقلمه على قوم من المتعصبين بالثلب والسب والنيل منهم، وكأنهم رأوا أن هذا خطأ، وأنه أتى ما لا يجوز فعله، وعيب عليه ذلك في تصانيفه، وأثا أقول، إنه ليس خطأ، بل هو قربة إلى الله تعالى، وجهاد فيه، وزين للتأليف" (١).

ثم يذكر ابن خليل ما كان عليه السلف الصالح، من ابتغاء وجه الله تعالى في طلب العلم، وتعليمه الناس، والخلاف فيه، وأن ذلك لم يكن سببا في قدح بعضهم في بعض، ثم قال: "ثم خَلَف من بعدهم خلف جعلوا طلب العلم سببا لنيل دنياهم. . . وذلك أنهم يعترضون على كتاب الله تعالى، وعلى الصحيح عندهم من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قدروا عليه من أنواع الاعتراضات، فيحرفون الكلم عن مواضعه قصدا، ويمزقون كتاب الله تعالى تمزيقا باردا: ويتحكمون فيه تحكما فاسدا، وَيَعرِضُونَهُمَا على كلام من قلدوه، فما وافقه منها أخذوا به، وما لم يوافقه منها نابذوه بالعداء. . ." (٢).

ثم ينتقل ابن خليل إلى الذود عن ابن حزم في رده أقوال هؤلاء: ". . فهو يرى في مذهبه أن تلك المقولات منه مجاهدة شرعا، ويحتج على ذلك بقوله عليه السلام: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). . ." (٣).


(١) القدح المعلى في إكمال المحلى (ص ٣٤٠) القطعة المنشورة منه.
(٢) القدح المعلى في إكمال المحلى (ص ٣٤١) القطعة المنشورة منه.
(٣) القدح المعلى في إكمال المحلى (ص ٣٤١ - ٣٤٢) القطعة المنشورة منه.