(٢) ممَّن كان سَيِّءَ الظَّنِ بأبي حنيفة، الإمامُ الأوزاعي، فَإنَّه قال لابن المبارك: "من هذا المبتدع الذي خرج بالكوفة ويكنى أبا حنيفة؟ فلم يجبه ابن المبارك، وأخذ يذكر مسائل عويصة، وطرق فهمها والفتوى فيها، فقال الأوزاعي: "من صاحب هذه الفتاوى؟ فقال: شيخ لقيته بالعراق، فقال الأوزاعي: هذا نبيل من المشايخ اذهب فاستكثر منه قال ابن المبارك: هذا أبو حنيفة. . . ثم اجتمع الأوزاعي وأبو حنيفة بمكة، فتذاكرا المسائل التي ذكرها ابن المبارك فكشفها، فلما افترقا قال الأوزاعي لابن المبارك: "غبطت الرجل بكثرة علمه ووفور عقله، وأستغفر الله تعالى، لقد كنت في غلط ظاهر الْزَمِ الرجل فإنه بخلاف ما بلغني عنه". وانظر: الخيرات الحسان (ص ٣٣). (٣) مفتاح الجنة (ص ٣١).