للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس في الخبر عن علي شيء من هذا" (١).

١٣ - الاعتراض على الحنفية في ادعائهم اتِّباع رواية جاءت عن صحابي، وقولهم: إنه لا يعرف له مخالف من الصحابة. يقول ابن حزم موضحا غرض الحنفية من هذه الدعوى: "غرضهم في هذا الباب الإيهام بأنه إجماع مَنْ خالفه، خالف الإجماع، فَأَوَّلُ ما حَصَّلوا عليه، فالكذب على جميع الصحابة، إذ نسبوا إليهم ما لم يأت إلا عن واحد منهم، أو عدد محصور، وهذه عظيمةٌ. . . ثم عظيمةُ التَّناقض إذْ خالفوا الإجماع بإقرارهم على أنفسهم" (٢).

وذكر ابنُ حزم ههنا أمثلة مما تعلق به الحنفية من أقوال بعض الصحابة، وَرَأوْا أنه لا مخالف لهم من الصحابة، بينما عند البحث والتفتيش وجد المخالف. ويستنكر المؤلف صنيعهم ذلك، فيقول: "فلا أدري من أين وقع لهم التعلق بتلك الرواية، دون سائر ما ذكرناه" (٣). أو يقول: ". . . فقلدوا عمر وخالفوا عائشة لا ندري لماذا؟ " (٤).

١٤ - الاعتراض على الحنفية في خلافهم لجمهور السلف: يرى ابنُ حزم أن الحنفية قد خالفوا في بعض آرائهم الجمهورَ، وَ"جسر بعضُ مَنْ هان عليه الكذب في الدين منهم، فقال (في بعض المسائل):


(١) الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ٩٨).
(٢) الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ١١٣).
(٣) الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ١١٨).
(٤) الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ١٨٤).