للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أسقطوا حد القذف الذي أمر الله تعالى به عَمَّن قذف أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١) بالزنا، وعمن قذف مارية أم إبراهيم بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢) بالزنا، نعم، وعمن قذف عائشة أم المؤمنين لأنه لا يطلب حد قذف الميتة في دينهم الأَبْخَر، دين الشيطان الرجيم إلا ولدها، أو من تناسل من ولدها، ولا ولد لعائشة وَلَا نَسْلَ؛ لكن العجبُ يَسْقُطُ ههنا عند إباحتهم لليهود والنصارى والمجوس والمنانية (٣) والديصانية (٤)


= يكن مَصْدُوقًا عليك فلأن يكون مت قبل اليوم خير لك، قال: فكتب إليه وإلى الشهود أن يقبلوا إليه؛ فلما انتهوا إليه دعا الشهود فشهدوا، فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد وأبو عبد الله نافع، فقال عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة: "أود المغيرة أربعة"، وشق على عمر شأنه جدا، فلما قدم زياد قال: إن تشهد إن شاء الله إلا بحق؛ ثم شهد قال: أما الزنا، فلا أشهد به، ولكني رأيت أمرا قبيحا، فقال عمر: الله أكبر حدوهم، فجلدوهم؛ فلما فرغ من جلد أبي بكرة، قام أبو بكرة فقال: أشهد أنه زان، فهم عمر أن يعيد عليه الحد؛ فقال علي: إن جلدته فارجم صاحبك، فتركه، فلم يجلد، فما قذف مرتين بعد".
وأبو بكرة المذكور هنا هو نفيع بن مسروح بن كلدة الثقفي، وقيل نفيع بن الحارث، كان قد أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وانتقل إلى البصرة، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وعنه أولاده: عبيد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز وأبو عثمان النهدي وغيرهم. أخرج لَهُ الجماعة. توفي سنة ٥٠ هـ. انظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٥) وتجريد أسماء الصحابة (٢/ ١٥٢) والإصابة في تمييز الصحابة (٦/ ٣٦٩).
(١) ساقطة من (ت).
(٢) ساقطة من (ت).
(٣) أو المانوية أصحاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير، أحدث دينا بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول بنبوة المسيح ولا يقول بنبوة موسى.
انظر: الملل والنحل (ص ٢٤٥).
(٤) أصحاب ديصان أثبتوا أصلين: النور والظلام، فالنور يفعل الخير قصدا واختيارا، =