للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخالفوهم، ولم يقولوا: مثل هذا لا يقال بالرأي.

وجاء عن أبي ذر: "من استثنى من أول نهاره، أجزأه ذلك في كل يمين، يَحْلِفُهَا في يومه ذلك"، فخالفوه ولم يقولوا: مثل هذا لا يقال بالرأي. رويناه من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود (١) قال: "قال أبو ذر ... " (٢).

وصح عن عمر أنه أعتق الممثل به (٣)، فخالفوه، ولم يقولوا: مثل


(١) عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي الكوفي أحد الأعلام، عن حبيب بن أبي ثابت وعبد الرحمن بن الأسود، وخلق؛ وعنه ابن المبارك، ويزيد بن زريع ووكيع قال أحمد: "ثقة كثير الحديث". وقال أبو حاتم: "تغير قبل موته". مات سنة ١٦٠ هـ. أخرج له الأربعة. انظر: تهذيب التهذيب (٣/ ٣٨٢ - ٣٨٤) وتقريب التهذيب (ص ٣٤٤) وخلاصة تذهيب التهذيب (ص ٢٣٠).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم (١٦١١٧ - ٨/ ٥١٦) عن الثوري عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم بن عبد الرحمن قال: "قال أبو ذر: ما من رجل يقول حيث يصبح: "اللهم ما قلت من قول، أو نذرت من نذر، أو حلفت من حلف، فمشيئتك بين يدي ذلك كله، ما شئت منه كان، وما لم تشأ لم يكن، فاغفر لي وتجاوز لي عنه، اللهم ما صليت عليه فصلاتي عليه، ومن لعنته فلعنتي عليه، إلا كان في استثنائه بقية يومه ذلك". قلت: ويعلم من سياق أثر أبي ذر من مصنف عبد الرزاق؛ أن في السند الذي ساقه المؤلف هنا شيئا؛ إذ كيف يروي عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود عن أبي ذر، الذي توفي سنة إحدى وثلاثين للهجرة؟ ولعل السند هكذا: "عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود". والله أعلم.
(٣) تقدم أثر عمر.