لفظة نبئ بالهمزة، لأن لها على ذلك من العدد ثلاث وستون.
(ومنها) أن ابن رشد كان يقول: ما من مسألة وإن كانت جلية في ظاهرها، إلا وهي مفتقرة إلى الكلام على ما يخفى من باطنها، وقد يتكلم المرء على ما يظنه مشكلاً وليس بمشكل، وبخلافه.
(ومنها) أن نسبة الفائدة إلى مفيدها من الصدق في العلم وشكره، والسكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره، ولا ينافيه خبر انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى مَنْ قال:
إذا أفادك إنسان بفائدةٍ ... من العلوم فجدد ذكرها أبدا
ولا يخفى ما في هذا الكلام من الرعونة، وفيه كلام يحسن السكوت عنه.
(ومنها) أنّ كلاً من البسملة والحمد لله أمر ذو بال، فيحتاج إلى سبق مثله ويتسلسل، وأجاب بأن المراد ما يقصد في ذاته وليس وسيلة لغيره، وبأن كلاً منهما كما يحصل البركة لغيره ويمنع نقصه، يحصل ذلك لنفسه، كالشاة تزكي نفسها وغيرها من الأربعين.
(ومنها) أن ابن جني حكى أن سيبويه رؤي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: خيراً، وذكر كرامة عظيمة. فقيل له: بِمَ؟ قال: بقولي إن اسم الله تعالى أعرف المعارف.!
(ومنها) أنّ ثعلباً قال في - الرحمن: إنه اسم أعجمي بالحاء المعجمة عُرِّب بالمهملة وهو غريب، ومن إملائه:
الحدُّ والموضوعُ ثم الواضع ... والاسم الاستمداد حكم الشارع
تصور المسائل الفضيله ... ونسبة فائدة جليله
حق على طالبِ علمٍ أن يحيط ... بفهم ذي العشرة منبزها ينيط
تخصه قبل الشروع في الطلب ... كيما يكون عارفاً فيما طلب