إلى أن نزلنا تحت العقبة، في شِعْبٍ فيه نخل كثير للعرب - الحويطات - من بني عقبة، نسبوا إلى الحائط وقلعة محصنة على ساحل فصل من خليج القلزم، ويحفر في ذلك الساحل على نحو ذراع فأكثر فيظهر ماء حلو، بل من موضع المدّ إذا كان الجزر، فسبحان الذي أحسن كلّ شيء خلقه. والظاهر أنّ هذا الموضع مصب نهر غائر في الرمل، داخل في البحر، بدليل أنه يحلو ويمر، كما يرى في النيل المتصل بالبحر أيام الملتن.
[فائدة]
عقبة أيْلَة نسبة إلى مدينة عظيمة في ساحل البحر عفت معالمها وكانت تسمى أيْلَة قال صاحب الروض المعطار في خبر الأقطار: أيْلَة أول حدّ الحجاز، مدينة بها مجمع حاج مصر والمغرب، وأهلها أخلاط الناس، سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام، ومنها إلى بيت المقدس مراحل، وإلى طور موسى عليه السلام يوم وليلة، وقد جهل الآن موضعها. وثم قلعة بناها الغوري وبئر ماء عذب
ونخيل للحويطات، وهناك ملاقاة غزة والكرك والقدس وأعمالها، بأنواع الفواكه والمأكول والأغنام. فأقمنا بذلك الوادي يومين من الأيام، والشمل بالأحباب ملتام، ونحن في جمع من الأصحاب، نرشف كؤوس الآداب، أنشدني المولى جمال الدين بن زويته: