للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هوَّة الندم، وصار وجوده عند أولي النُهى كالعدم، ومن أهمل أوقات السرور، والتزم مكابدة الهموم فهو في الغرور:

كناطحِ صخرةٍ يوماً ليوهنها ... فلم يضرّها وأوهى قرنه الوَعِلُ

فها أنا أطلب قلبي في الهوى وأنْشُده، وأطارح صوت الصدى فينشِدَني وأنْشِده:

لقد كادتِ الدنيا تقولُ لأهلها ... مشافهة لو أنها تتكلَّمُ

خذوا من نصيب من نعيم ولذّةٍ ... فكلٌّ وإن طال المدى يتصرَّمُ

أمطار وبَرَد غريبة الشكل

(غريبة) في أواخر رمضان المكرَّم، وردت على أهل دمشق من أعمال الكرك مكاتيب، فيها أنه وقع بتلك القرى في غضون الأمطار، بَرَد على صور حيوانات

مختلفة.!

وفي كتاب السكردان لابن أبي حجلة: في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، ورد كتاب من حماة يخبر أنه وقع في هذه الأيام بـ ماردين من أعمال حماة بَرَد على صور حيوانات مختلفة، فيها سباع وحيات وطيور ورجال ونساء وغير ذلك، وأنَّ ذلك ثبت بمحضر شرعي عند قاضي الناحية، ثم نقل ثبوته إلى قاضي حماة، وحَكى الحافظ عبد الرحمن الربيع: في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة نزلت بردة من السماء، طولها مائة وستون ذراعاً، وعرضها عشرة أذرع، وسمكها باعان، فلما ذابت سقى ماؤها أربع قطع من الأرض هنالك، انتهى، من بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد!!

[فائدة]

دمشق اسم عبد الخليل عليه السلام، وكان حبشياً وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج عليه السلام من النار، ولما بنى الشام سَمَّاها باسمه، وكان جعله على كلّ شيء له، كما ذكره ابن عساكر عن وهب بن منبه، كذا في الطراز المنقوش في محاسن الحبوش قيل ومن خواص الشام الطعن والطاعة والطاعون، أما الطعن فهو مشهور في جندها كما قيل:

ورجال الشام في طعنهم ... قاسيون القلبُ منهم لا يلينُ

<<  <   >  >>