عليه مالك أن لا يفعل، لئلا
يصير البيت ملعبة للملوك، فتزول هيبته من القلوب، فامتثل وصان الله بيته. وفي طراز أعلام الزمن للخزرجي أنَّ في أيام فتنة ابن الزبير، احترقت الكعبة حتى انهدم سقفها وسقطت جدرانها.
بنى الكعبة الغراء عشر ذكرتهم ... ورتبتهم حَسْب الذي أخبر الثِقه
ملائكةُ الرحمن آدم وُلده ... كذاك خليل الله ثم العمالقَه
وجُرْهم يتلوهم قصيّ قريشهم ... كذا ابن زبير ثم حجّاج لاحقَه
ومن بعدهم من آل عثمان قد بنى ... مراد بخير أطلع الله شارقَه
[ضريح ابن عربي]
وفي اليوم الثالث عشر تشرفنا بزيارة تربة المقدس المبرور الشيخ محي الدين بن عربي، قَدَّسَ الله سره العزيز، فتملّيت بتلك الزيارة المحمولة إن شاء الله على أجنحة القبول، وشاهدنا بها تلك الصالحية التي يقضي بكمال محاسنها العقول:
الصالحية جَنَّةٌ ... والصالحون بها أقاموا
فعلى الدّيار وأهلها ... مِنِّي التحيةُ والسلامُ
ورأيت على جدار التربة المباركة للدرويش القلشني:
شيخنا الحاتمي في الكونِ فرد ... وهو غوثٌ وسيدٌ وهمامُ
كم علوم أتى بها من غيوب ... من بحار التوحيد يا مستهامُ
إن سألتم متى توفي شهيداً ... منذ أُرِّختْ: مات قطب إمامُ
وللبيضاوي جواب سؤال رفع إليه في أمر الشيخ: الذي أعتقده في حال المسؤول عنه، وأدين الله تعالى أنه كان شيخ الطريقة حالاً وعلماً، وإمام التحقيق حقيقة ورسماً، ومحي رسوم المعارف فعلاً وإسماً:
إذا تغلغل فكرُ المرءِ في طرف ... من مجده غرقت فيه خواطرُه
عُبابٌ لا تكدّره الدلاء، وسحاب تتقاصر عنه الأنواء، كانت دعواته