للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما ألطف ما قال:

إن كانت العشاق من أشواقهم ... جعلوا النسيم إلى الحبيب رسولا

فأنا الذي أتلو عليهم ليتني ... كنت اتخذت مع الرسول سبيلا

قيل وتليها الشمال في الفضيلة، ولها ذكر في الأشعار فمن ذلك لأبي نواس:

هبت لنا ريحٌ شمالية ... أتت إلى القلبِ بأسبابِ

أدّت رسالات الهوى بيننا ... عرفتها من بين أصحابي

[فائدة]

في تفسير الفخر الرازي: الرياح ثمانٍ، أربع منها عَذاب، وهي القاصف والعاصف والصرصر والعقيم. وأربع منها رحمة، وهي الناشرات والمبشّرات والمُرسلات والذاريات. ومن الآثار عندها: اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به.

وقال: الموجود ينقسم إلى واجب لذاته، وإلى ممكن لذاته وهو ما سوى الباري تعالى، وهو المسمّى بالعالم. وينقسم إلى ما هو متحيز وإلى ما هو صفة للمتحيز، وإلى ما ليس بمتحيز ولا صفة له. والقسم الأول إما أن يقبل القسمة وهو الجسم، أو لا يقبلها وهو الجوهر. والذي يقبل ينقسم إلى الأجسام العلوية والأجسام السفلية، وهي إما بسائط وهي العناصر الأربعة، وإما مُركّبة وهي المواليد التي هي المعادن

<<  <   >  >>