من جبل جياد في أيام التشريق والناس بمنى، على ما رُوي، فذلك سابق الحاج يخر بسلامة الحاج كذا في المحاضرة.
[القاهرة المعزية]
وأما القاهرة المعزية فالأصل في بنائها جوهر الصقلي، قائد المعز صاحب المغرب ومصر، وهو أول من ملكها من الفاطميين، وذلك لما مات كافور الإخشيدي صاحب مصر جهز المعز القائد جوهر إليها بعسكر عظيم، ومعه ألف حمل من السلاح ومن الخيل ما لا يوصف، فلما انتظم حاله وملك مصر ضاقت
بالجند والرعية، فاختطّ سور القاهرة وبنى بها القصور وسَمّاها المنصورة وذلك في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، فلما قدم المعز من القيروان سمّاها القاهرة، والسبب في ذلك أن القائد جوهر لما قصد إقامة السور جمع المنجمين، وأمرهم أن يختاروا طالعاً لحفر الأساس وطالعاً لرمي الحجارة، فجعلوا قوائم من خشب وبين القائمتين حبل فيه أجراس، وأفهموا العمال أنه ساعة تحريك الأجراس يرمون ما بأيديهم من الطين والحجارة، ووقف المنجمون لتحرير هذه الساعة وأخذ الطالع، فاتفق وقوع غراب على خشبة فتحركت الأجراس، فألقى العمال ما بأيديهم فصاح المنجمون: لا، القاهر في الطالع. وخانهم ما قصدوه وكان قصدهم أن يختاروا طالعاً فلا يخرج الملك عن نسلهم، فوقع أن المريخ كان في الطالع ويسمى عندهم القاهر، فعلموا أن الأتراك لا تزال هذه البلدة في أيديهم وأنهم لا بد أن يملكوا هذه الأقاليم، فلما قدم المعز أخبروه بذلك فوافقهم على أنها تؤول للأتراك، وسَمّاها القاهرة، فكان كما قيل وملكها الترك إلى يومنا هذا، انتهى. من السكَّردان. وفي ذلك يقول: