للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يلقه إلا يهودي، فاغتمَّ لذلك ثم عزم على أن لا يحل ما عقده مع الله تعالى، فاستشار اليهودي فقال له: إن الله تعالى يقول: هو الذي يسيركم في البر والبحر فلولا أن البرّ أفضل من البحر لما قدّمه عليه، فرجع الشيخ مسروراً بذلك والله وليّ التوفيق. الشيخ الفرفوري:

أبا خالد أحسنت لا زلت محسناً ... رفيقاً بمن يهوى جواريك هاديا

ثنيتُ عِنان الفُلك عنك مودعاً ... وداع امرئ لا يرجع الدهر ثانيا

وقال آخر:

ولقد ركبتُ البحرَ أرجو راحةً ... فشهدتُ فيه مواقعَ الأهوالِ

وعزمت أن لا عدت فيه ثانياً ... وهجرته في سائر الأحوالِ

[فائدة]

يقال من خواص الفَيْروزَج أنه ما رؤي في إصبع غريق قط، قال بعض فقهاء اليمن: وكان في نفسي شيء من ذلك فاتّفق أنّا وجدنا غريقاً في نهر وقد بقى فيه رمق، فحملناه إلى اليبس، فلما سكن جأشه قال: ما هذا الموضع؟ فسمّيناه له. فقال: إني وقعت بأرض كذا. فإذا بين الموضعين سفر خمسة أيام!! ثم إنه طلب مأكولاً فذهبنا لإحضاره، فانقضَّ عليه الجدار الذي كان تحته فقضى عليه، فعجبنا من مسامحة البحر وتعدّي الجدار، فلما أخذنا في تجهيزه رأينا في يده خاتم فضة

فيروزج، فعلمنا صحة خاصيته، ثم بعناه وجهزناه به، انتهى. بمعناه من كتاب عقود النحر في نوادر البحر.

ولا يخفى عليك أن الخاصية قد تتخلف، وهي طبيعة مجهولة ولله درّ القائل:

لي مدة لا بد أبلغها ... محتومة فإذا انقضت مت

لو ساورتني الأسدُ ضارية ... لغلبتها إن لم يجئ وقت

<<  <   >  >>