وأملي لكم أن ترحلوا ببنيكم ... ولا تقتلوا أولادكم خشية الإملا
فمن يترحّل عنه يكفى شرورهُ ... ومن يتثبت يكسب الأجر والفضلا
رأيت في بعض التعاليق نقلاً عن العلامة بدر الدين الغزِّي، أن حَمْل كتابة خلاق عليم يدفع الطاعون وأنه مجرب. ويقال التختّم بالعقيق اليمني يمنع من الطاعون. فائدة صحيحة مجربة، إذا انقضت المدّة، لم تنفع العُدّة.
وإذا المنيةُ أنشبتْ أظفارها ... ألفيت كلّ تميمةٍ لا تنفعُ
حكى الخطيب علي بن عراق في التذكرة أنه ظهر الطاعون بدمشق أيام عبد الملك بن مروان، فخرج عبد الملك من البلد ومعه غلام له، فكان يغلبه النوم والفرس يعْدِل به عن الجادة، فقال لغلامه: ويلك حدثني بما تحدث به أمثالك. فقال: بلغني أن ثعلباً صادق أسداً على أن يجيره من السباع، فكان أبداً بين يديه، فظهر في يوم من الأيام عقاب في الهواء، فخافه الثعلب ووثب على ظهر الأسد، فانحطّ العقاب واختطفه. فقال الثعلب: يا أبا الحارث، العهد!! فقال: إنَّما عاهدتك على أن أحفظك من أهل الأرض، وأما أهل السماء فلا قدرة لي عليهم. فقال عبد الملك: لقد وعظتني يا غلام. ورجع إلى الشام وهو يقول: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم توفي سنة ست وثمانين، وفيها كان طاعون الفتيات، وسُمِّي بذلك لأنَّه بدأ بالنساء. ما أحسن ما قال: