للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم أنسَ بالجحفة يوماً غدا ... عقلي من أهواله زائغ

يوماً لحوم الخلق فيه اشتوت ... من حرّه والقلب من رابغ

ثم أتينا على دفين، وهي كثبان قبيل السيل من جنة كلية، وفيه يقول:

ويوم سرنا على دفين ... أوقد حرّ النهار ناره

وصارت الشمس في اِلتهاب ... وقودها الناس والحجاره

ثم أتينا على قديد، وهو واد فيه آبار ومزارع وقرية لطيفة، يقول لسان حال سكانها:

بلاد ألفناها على كلّ حالة ... وقد يؤلفُ الشيء الذي ليس بالحسَن

وتستطيب الأرض التي لا هواؤها ... ولا ماؤها عذبٌ ولكنهُ وطن

ثم مررنا بعقبة الرمل وتسمى عقبة السكر لأن أرباب النعم يقسمونه عليها. ثم أتينا على خليص وهي عين غزيرة الماء، عليها نخل كثير وبركة متسعة جداً، وإذا

احتاجت العين إلى العمارة جاء المصرف إليها من حاصل جدّة، كذا في زهر الرياض. وقد غفا رسم هذه العين لتغافل الدولة عنها، وعسى أن يعود الماء إلى مجاريه:

لله درّ الليالي في تقلّبها ... وكلّ أمر بدا من حكمة الهاديّ

بينا يرى الماء يجري في جداولهِ ... حتى يغور كأن لم يجر بالوادي

ومن لطائف الخطيب محمد بن حجر:

جمالنا مهفهف ... في أذنه أرخى خريص

طلبتُ منه قبلة ... فقالَ لي أنت لصيص

تريدها مستورة ... قلتُ له على خليص

ثم أتينا على عسفان وهي قرية جامعة على نحو يومين من مكة، بها آبار وبرك وعين تعرف بالعولاء، ينقل ماؤها إلى مكة للتبرك به. ثم أتينا على البرقاء وهي واد كثير الأعشاب، وماؤه من الأمطار ما بين تلك الشِعاب.

<<  <   >  >>