أو تنعقد غيوماً أبدية كالدولاب الدائر، فلا يزال الأمر كذلك حتى يبلغ الكتاب أجله، انتهى من الخريدة.
وقال صاحب مباهج الفكر: مجموع ما في المعمور من الأنهار مائتان وثمانية وعشرون، حكاه السيوطي.
وقد اختلف في ضبط جبل القمر، فقيل هو بفتح القاف والميم، بلفظ أحد النَيّريْن، وإنَّما سمي بذلك لأن العين تقمر منه إذا نظرت إليه لشدة بياضه، وهو جبل مستطيل من الشرق إلى الغرب، كذا في المحاضرة. وفي مختصر المسالك أنّ أناسا انتهوا إلى الجبل وصعدوه، فرأوا وراءه بحراً عجاجاً ماؤه أسود كالليل المظلم، يشقه نهر أبيض كالنهار، يدخل الجبل من جنوبه ويخرج من شماله، ويتشعب على قبة هرمس التي بناها فيه لما بلغه.
وقيل: إن أناساً صعدوا الجبل فصار كلّ واحد يضحك ويصفق ويلقي نفسه إلى ما وراء الجبل، فرجع البقية خوفاً من أن يصيبهم مثل ذلك، وقيل إن أولئك إنَّما رأوا حجر الباهت، وهي أحجار براقة من رآها لا يزال يضحك ويلتصق بها حتى يموت. وقيل إن بعض الملوك جهّز قوماً للوقوف على أول النيل، فانتهوا إلى جبال من نحاس، فلما طلعت عليها الشمس انعكست